إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الذبحة الصدرية





أشعة لضيق في الشريان التاجي
مغلقات قنوات الكالسيوم
انسداد الشريان
الكشف عن احتشاء القلب
احتشاء في عضلة القلب
استبدال للشرايين التاجية
توسيع ضيق الشريان التاجي
ترسب الكوليسترول
تفتيت الرقعة الدهنية بالليزر
ضيق الشريان
قسطرة توسيع الشريان التاجي




مقدمة

ثانياً: تشخيص الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين التاجية

حققت أساليب تشخيص أمراض القلب تقدماً ملحوظاً، في المائة عامٍ الأخيرة. ففي عام 1896، اخترع ريفا روكي( Riva Rocci)، الجهاز الزئبقي، لقياس ضغط الدم. وبواسطة كلاً من السماعة الطبية، وجهاز قياس ضغط الدم، يستطيع الأطباء الحكم على انتظام ضربات القلب، وسلامة صماماته. كما يستطيع الأطباء معرفة كفاءة ضخ القلب، والمقاومة التي يلقاها سريان الدم، في الشرايين.

كما ساعدت الأشعة السينية، التي اكتشفها رونتجن، في أواخر القرن التاسع عشر، على تشخيص عديد من أمراض القلب.

وفي عام 1900، اخترع فيللم اينتهوفن (Willem Einthoven)، الهولندي جهاز الرسام الكهربائي، الذي يسجل موجات انقباض وانبساط القلب، على ورق رسم بياني، يُمَكِّن الأطباء، من تحديد مكان حدوث العطب في القلب. ثم قام العالم، آرثر ماستر (Arthur Master)، بتطوير جهاز، يُمَكِّن الأطباء، من دراسة كفاءة القلب، أثناء القيام بمجهود بدني.

واستمر تطور طرق فحص القلب بالرسام الكهربائي، فتم تصنيع أجهزة صغيرة، لتسجيل رسم القلب، يحملها المريض على مدي يوم كامل، بينما يزاول حياته العادية. ثم يقوم الأطباء، بمساعدة جهاز الحاسب الآلي، بفحص الموجات المسجًّلة، وربطها بنشاط المريض، والأعراض التي شعر بها وقت تسجيل تلك الموجات. فقد يكون رسم القلب طبيعياً، ولا يظهر اضطرابه إلا عند القيام بمجهود.

ويُعد حدوث ألم أو ضيق في التنفس، عقب القيام بمجهود، من أهم مظاهر الذبحة الصدرية. أما إذا شعر المريض، بألم شديد، ومفاجئ في الصدر، خصوصاً، إذا استمر أكثر من 30 دقيقة، فإن ذلك يُعد علامة قوية، على وجود أزمة قلبية. وتشخيص الحالة، يجب أن يكون سريعاً، فكل لحظة تمر على المريض دون علاج، تقربه من الموت.

وفى الأربعينيات من هذا القرن، استخدم الأطباء، للمرة الأولى، طريقة لتصوير الشرايين التاجية، باستخدام صبغة معتمة، تحقن في أحد الشرايين. ثم يُعَرَّض المريض للأشعة السينية. وبهذه الطريقة تمكن الأطباء، من تحديد مدى سريان الدم (الموجود فيه الصبغة المعتمة)، في الشرايين التاجية.

ثم تطورت هذه الطريقة، على يد طبيب القلب، ماسون سنز (Mason Suns)، من مركز كليفلاند، في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي كان يدخل قسطرة من شريان الذراع، أو الساق. وعندما تصل القسطرة إلى شرايين القلب، تحقن صبغة، ثم تؤخذ صور أشعة، تبين مسار الصبغة داخل هذه الشرايين. وبهذه الطريقة، أصبح من الممكن، تصوير أوعية دموية، يصل قطرها إلى 1 / 100 من الملليمتر (أُنظر شكل أشعة لضيق في الشريان التاجي)

وفى أثناء الحرب العالمية الثانية، تم استعمِلَت الموجات فوق الصوتية ( Ultrasonics)، للكشف عن الغواصات، في أعماق المحيطات. وبعد انتهاء الحرب، استخدمت تلك الموجات، لتقدير حجم القلب وكفاءة عمله.

ثم جاءت الأشعة المقطعية، التي جعلت من الممكن، تصوير القلب، وشرايينه، في مختلف أعماقه. بخلاف الأشعة السينية العادية، التي تصور عمقاً واحداً من القلب. وباستمرار تطور أجهزة الأشعة المقطعية، يُنتظر أن يصير ممكناً، تصوير الشرايين التاجية للقلب، دون حاجة لإجراء القسطرة القلبية.

كما أُدخل حديثاً، فحص القلب، عن طريق أجهزة الرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance). وفيها يوضع المريض داخل مجال مغناطيس قوي، يتفاعل مع ذرات أنسجة، أي عضو من أعضاء الجسم. وعن طريق هذه التقنية، تَمَكَّن الأطباء، من تصوير القلب، بطريقة واضحة، وتحديد نوع أمراضه ومدى انتشار.

وأهم طرق التشخيص الحالية، هي حقن المريض بصبغة معتمة، أو صبغة تحتوي على عنصر مشع، مثل الثاليوم يليه، تصوير صدر المريض بالأشعة، حيث تظهر أماكن الضيق، أو الانسداد في الشرايين التاجية.

ومن الاختبارات الهامة، التي تفيد في معرفة مدى توقف، أو انتشار الإحتشاء، هو اختبار الكشف عن إنزيم الكيرياتين فوسفوكاينيز (Creatine Phosphokinase)، في الدم. وهذا الإنزيم موجود بكثرة، في خلايا عضلة القلب. فإذا ما ماتت بعض هذه الخلايا، تحرر الإنزيم منها، وزاد تركيزه في الدم (أُنظر شكل الكشف عن احتشاء القلب) إلاّ أن هذا الإنزيم موجود، أيضاً، في جميع عضلات الجسم، ويزداد تركيزه أيضاً في حالات مرضية أخرى. لذا، ينبغي عدم الاعتماد عليه فقط، عند تشخيص الحالة، وتمييزها عن الحالات المرضية الأخرى المشابهة.